ارض الانقياء ( قصه قصيره)

خرج لا يدري الي اين يذهب ساقته اقدامه الي ميدان التحرير شاهد هناك وجوها غربيه لا يعرف احدا منهم وجوها غير التي اعتاد ان يراها في الشاشات رأي هناك شبابا يملأهم الامل وتغمرهم سعادة الدفء لوجودهم معا رغم برودة الجو اقترب من مجموعه تقف معا  وتتناقش سمع كلاما عظيما وشعارات لم يسمعه  من قبل . تبسم في نفسه وقال لعله دخل الجنه  وهؤلاء ملائكة , لكن كلامهم من قول البشر اذن فهم بشر مثله لكنهم انقياء لم تلوثهم الحياه التي يعيشون فيها لم يفسدوا كا فسدت البلد ولم يفقدوا الامل كما فقد هو , اخذ يسير في الميدان يستمع لقول هذا وذاك وشاهد ان الفروق قد ذابت وان الاديولوجيات لا مكان  فيه لغير الانقياء واصحاب المصالح , سمع هتافا يرجرج الميدان عيش -حريه -كرامه انسانيه.
اندهش من هول ما يسمع كيف ينادي هؤلاء الشجان بسقوط الرئيس كيف قهروا البرد ونوم الاسفلت وطغيان قوات الامن وصمدوا,
انه يسمع عن كلمات الشجاعة والصمود كثيرا لكنه لم ير هذه الشجاعة ولهذا الصمود في حياته , زادت دهشته وحيرته  اين هو من هؤلاء هل هم مصريين مثله ام هم من كوكب اخر كيف تمكن هؤلاء من كسر قيود العبوديه والذل كيف كانوا يعيشون وسط مجتمع فاسد ولا يفسدون , كيف تمكنوا من كسر حاجز الخوف .
اين انا الان قالها في نفسه ورد الهتاف عليه وكأنه يسمعه انت في ميدان التحرير ,ميدان الثوره, ميدان الشهداء فقط الان تذكر انه في ميدان التحرير وسط القاهره وانه ليس في الجنه وسط جموع الملائكه .
لم يلبث حتي سمع اصلاقا للنار علي اطراف الميدان , نعم انه هجوم من ال ابليس - شياطين الانس - جاءوا ليقتلوا الامل والحلم والحريه, اسرع ليري ماذا يحدث وجدا شبابا في ريعان شبابهم غارقين في دمائهم وفي يدهم اعلام مصر, لقد ماتوا علي العهد ونالوا الشهداء الابتسامه العريضه تبدو ظاهرة علي وجوههم , لكنه تسائل اين هو منهم وماذا قدم اذا هم قدموا ارواحهم اراد  اي يساعد بجهده لاسعاف المصابين  استمر في اسعاف الانقياء في نشاط , لقد عرف الان من هو ومن هم , عرف ان القدر ساقه الي ارض الانقياء. وبينما هو منشغلا في اسعاف المصابين اصيب برصاص القناصه - صيادي الامل و قاتلي الحلم- ابتسم وهو يفارق الحياه واخر كلماته عيش -حريه كرامه انسانيه.

تعليقات

المشاركات الشائعة